أثبتت الدراسات أنّ للصداقة أهمية كبرى في محاربة الأمراض والحفاظ على صحة جيدة، فالحصول على مجموعة وفية من الأصدقاء قادرة على تحسين الصحة البدنية والنفسية على حد سواء. من الممكن أنّ الأصدقاء يتخاصمون ويواجهون المشاكل في بعض الأحيان، إلا أنّ وجودهم في حياتك يضمن لك العيش لفترة أطول.

وقد راقبت دراسة أُجريت في “مركز ابحاث الشيخوخة” في جامعة فلندرز في استراليا، 1500 شخص من كبار السن لاكثر من 10 سنوات، ووجدت أنّ الأشخاص الذين تكون دائرة اصدقائهم أوسع، يزيد طول عمرهم بنسبة 22٪ أكثر من الأشخاص الذين لديهم دائرة أصدقاء أصغر.

كيف يساعد أصدقائك في تحسين صحتك؟

يرى الباحثون أنّ الأصدقاء الحقيقيين يمكنهم منع التصرفات غير الصحية مثل التدخين وشرب الكحول بكثرة، كما يمكنهم مقاومة الإكتئاب، وتعزيز احترام الذات وتقديم الدعم. في المقابل، يؤكد الباحثون أنّ العلاقات مع العائلة – الأولاد أو الأقارب – لا تؤثر أبدًا على طول العمر على الرغم من أهمية العلاقات الأسرية.

الصداقة والوقاية من أمراض السرطان

نُشرت دراسة في مجلة  Cancer، بعد مراقبة 61 امرأة من المصابات بسرطان المبيض في مرحلة متقدمة، أنّ النساء اللاتي حصلن على الكثير من الدعم الإجتماعي لديهن مستويات أقل من البروتين الذي يرتبط بنوع من السرطان الأكثر عدوانية. مستوى منخفض من البروتين، الذي يدعى انترلوكين 6 او IL-6 يؤدي إلى تحسن كفاءة العلاج الكيميائي. أما النساء اللاتي حظين بدعم إجتماعي منخفض كان لديهن 70٪ مستويات أعلى من البروتين IL-6 في المنطقة المحيطة بالورم.

وفي هذا السياق، أظهرت دراسة قديمة أنّ عمر النساء المصابات بسرطان الثدي اللاتي شاركن في مجموعات الدعم كان ضعف عمر النساء اللاتي لم يشاركن في هذه المجموعات، كما أنّ النساء اللاتي شاركن في مجموعات الدعم عانين من ألم اقل من اللواتي لم يشاركن فيها.

الصداقة والآلام النفسية

يساهم الدعم الإجتماعي في مساعدة الناس على التعامل مع حالات الضغط، خصوصًا أنّ الأصدقاء يساعدون في التعامل مع الألم والآثار الجانبية، ويوفرون المساعدة المادية، الدعم المعنوي والمعلومات لمساعدة المرضى على التعامل مع حالات الضغط. كما يشجع الأصدقاء المرضى على رعاية انفسهم والإهتمام بصحتهم. لذلك نلاحظ أنّ الأشخاص الذين لديهم دائرة كبيرة من الأصدقاء، يكون لديهم زيادة في احترام الذات ويشعرون أنهم يسيطرون على حياتهم بشكل أفضل.

وفي المقابل، إنّ الأشخاص الذين لديهم عدد قليل من الأصدقاء، يموتون بوقت مبكر بعد إصابتهم بأزمة قلبية مقارنةً مع الأشخاص الذين لديهم الكثير من الأصدقاء. إضافة إلى ذلك، الأفراد الذين يتفاعلون مع الكثير من الأصدقاء، يقللون من احتمال إصابتهم بالنزلات البردية او الإنفلونزا. ويعود سبب ذلك إلى أنّ الاشخاص الذين يكونون على اتصال مع عدد كبير من الاصدقاء يكونون معرضين أكثر للفيروسات والأمراض، ونتيجةً لذلك تكون مناعتهم أقوى.

صديقتك المقربة من أكثر الأشخاص الذين تقضين معهم أغلب أوقاتك، فهي تلك الصديقة التي لا يمكنك أن تتصوري حياتك بعيدا عنها.

فهي الصديقة التي تشاركك جميع المواقف وتسديك النصائح في وقت الشدة، حتى أنها اصبحت بمثابة شقيقتك.

ولكن مع مرور الوقت تتبدل الظروف والاحوال، وتلاحظين أن هذه الصديقة بدأت تتغير في تصرفاتها تجاهك ولم تعد تكترث لوجودكما معا، وبدات تتحول من صديقة مقربة الى عدوة اذا صحة التعبير.

وفي ما يلي علامة تنذرك بهذا الامر:

1- تفضّل أصدقاءها الجدد عليكِ: اصبحت تفضل الخروج من قضاء أغلب وقتها الى جانب اصدقائها الجدد وان تصرّفاتها تجاهك تبدلت، هذا وتحرص على عدم توفير الفرصة لك للتعرف على هؤلاء الأاشخاص.

 2- تكلمك عندما تحتاج اليك: تلاحظين أنها تكلمك فقط عندما تريد شيئا منك وفي الأوقات العادية تكاذ أن ترد عليك.

 3- لا تصغي إليك: تتجنب قدر المستطاع أن تتهرب من الإصغاء اليك واذا استمعت اليك فهي لا تعير اهمية لما قلته ابدا.

4- تنسى المناسبات المهمة: اذا اصبحت تتجاهل المناسبات الخاصة بك مثلا كعيد ميلاكد فهي لم تعد تكترث بصداقتك، بل على العكس تخلق الأعذار لتتغيب عن الحضور.

5- تحاول أن تكون مثلك: تحاول أن تقلّدك في كل شيء من ناحية التصرفات أو حتى في ما يتعلق بالملابس.

6- لا تفرح بنجاحاتك: لا بل على العكس تسعى لمنافستك وتخلق اليك الحجج لكي تقلل من أهمية فرحتك وتقدمك، هذا وتوجه اليك الإنتقادات أمام الحاضرين.

اذا لاحظت هذه التصرفات لعند صديقتك لا تترددي أبدا في مراجعة كل ما يربطكما معا من أجل إنهاء هذه الصداقة.

صديقتك المقربة من أكثر الأشخاص الذين يعرفون عنك أهم الأمور التي تتعلق بحياتك الخاصة والعامة على حد سواء. كيق لا وقد إعتدتما على شخصية بعضكما البعض.

وعلى الرغم من أن هناك الكثير من المواقف التي تجمعكما معا، إلا أن ردة فعلكما تختلف تجاه أمر معين، وفي ما يلي مجموعة من التصرفات التي تقوم بها صديقتك وتجعلك تنزعين منها:

1- كسرتُ ظفري: هي مسألة بسيطة، فكل فتاة معرضة لهذا الموقف وبالنسبة لك هو امر عادي جدا لا يتطلب اي اهمية، ولكن هذا الأمر مختلف بالنسبة لصديقتك التي تهتم بأظافرها مثلا من أجل الشاب الذي تواعده.

2- لم يكّلمني: هذه العبارة ترددها دائما كلما تجاهلها الشاب الذي يحبّها وتحبه ولم يتصل بها.

3- صديقة أخرى: لديها صديقة تتكلم عنها وتتذمر منها ولكن في الوقت نفسه تمضي معظ الوقت معها.

4- لماذا خرجتِ بدوني؟: تعاتبك في حال خرجت من دون أن تقولي لها، وخاصة اذا رأت صورة لك من أصدقائك على مواقع التةاصل الإجتماعي، فتبدأ بمعاتبتك.

5- ألم تعجبك صورتي على Instagram؟ مثلا؟: في كل مرة تنشر صورة تطلب منك التعليق عليها أو الضغط على زر الإعجاب، وإذا لم تفعلي ذلك ستنهال عليك بالأسئلة.

9- ماذا أفعل؟: عندما تواجه مشكلة ما تسستنجد بك وتسألك عن الحلول والنصائح ولكنها رغم ذلك لا تاخذ برأيك مطلقا وتتصرف على هواها.

10- قمتِ بماذا؟: تصر على معرفة كل ما قمت به، وفجأة تربط الأمور بما جرى ويجري وتصارحك بخطأ إرتكبته مثلا ولم تخبرك به، هذا وتنتظر ردة فعلك بإبتسامة.

كل واحد منا لديه صديق مقرب يشاركه أدق تفاصيل حياته اليومية، يطلب منه الدعم لمساندته.

وفي حياتنا، نواجه الكثير من المواقف والظروف التي تقرب المسافة بين الصديقان فتتحول العلاقة من صداقة الى حب، وإذا كنت من بين الأشخاص الذين لديهم صديقا مقربا، انتبه لهذه التصرفات أو العلامات التي ستدفعك تتأكد أن هذه العلاقة ستستمر لا بل هي علاقة حب وليس مجرد صداقة.

1- يعرف جميع أفراد عائلتك وأنت أيضا تعرفين أفراد عائلته، وتقضيان معا وقتا ممتعاً، كما وأن عائلتك تحبّه وتسأل عنه دائما.

2- يعرف أسرارك: يعرف جميع أسرارك في ما يتعلق بعلاقاتك العاطفية، وهو الوحيد الذي يعرف السبب الحقيقي وراء إنفصالك عن حبيبك.

3- يغازلك دائما ولكن بطريقة غير مباشرة، كأن يعبر لك عن مدى إعجابه بإطلالتك وأزيائك، وتكون بعبارات بسيطة جدا.

4-  يعيش معك جميع اللحظات: يقدم لك الدعم في كافة الظروف ويقف الى جانبك من دون تذمر.

5- أوّل شخص تتحدثين اليه: لأنك تثقين به تخبريه بأي مشكلة أو أمر فور حدوثه.

6-  تكوني معه على طبيعتك: أي لا يهمه المظهر فقط، وبالتالي لا يبالي بشعرك وبردات فعلك العصبية لا بل على العكس عفوي ويقول ما لديه من دون تصنع.

7- الغيرة: تغارين عندما يقضي وقتاً الى جانب أصدقائه أو صديقة معينة، كما وأنه يعاتبك عندما تلتهين مع غيره بحضوره.

8- لا يواعد أحدا: إذا كان من الأشخاص الذي توّقف عن المواعدة لفترة طويلة ويقضي كلّ وقته معك، فهو مغرم بك ويحبك و ينتظر أن تقومي بخطوة تجاهه.

نلتقي في حياتنا بالكثير من الأشخاص الذين نمضي معهم العديد من الأوقات، وفي هذه المواقف نستطيع أن نتنبه الى إذا ما كانت هذه الصداقة ستستمر أو انها ستفشل.

وعلى الرغم من أن كل شخص يسعى لأن يحافظ على علاقات طيبة بينه وبين أصدقائه إلا أن أصدقاء المصلحة أصبحوا يحتلون مكانة كبيرة في أيامنا هذه. وللتمييز بين الصديق الحقيقي وصديق المصلحة اليكم هذه المؤشرات التي ستساعدكم في ذلك:

1- الدعم: فالصديق الحقيق هو الذي يقدم لك الدعم في كل المواقف التي تتعرض لها، ويساندك في جميع اوقات والحزن.

2- الحقيقة: الصديق الوفي يخبرك الحقيقة  وكل الأمور التي يجب أن تعرفها، فلا يعرف الكذب والنفاق أبدا.

3- الدفاع: الصديق الحقيقي هو الذي يدافع عنك في غيابك ولا يسمح لأحد بأن يقلل من إحترامك، فهو لا يرضى أن يتعرض لك احد ولو حتى بكلمة سوء.

4- الفرحة: الصديق الحقيقي يفرح عندما تفرح ولا يسعى ابدا الى تقليدك وهو بعيدا كليا عن مبدأ الغيرة والحسد، لا بل على العكس يكون الى جانبك في أوقات نجاحك. ويفرح لك أكثر مما أنت تفرح لنفسك.

5- الوفاء: الصديق الحقيقي ليس بحاجة أن يكون بالقرب منك كي يكون وفيّاً، ذلك لأن الوفاء هو داخلي قبل أن يكون بالتصرفات.

7-المساندة: الصديق الحقيقي مستعد دائما للمساعدة في اي وقت تريده، بحيث لا يقف الوقت أو المسافة عائقا بينكما.

تمر علاقتك مع صديقتك المقربة بكثير من الأوقات التي تجعلك تتأكدين إما أنها تستحق أن تكون صديقتك وفي حياتك وإما أنه يجب أن تنهي علاقتك بها.

لكن إتخاذ قرار مثل هذا يعتبر من الأمور الصعبة خاصة إذا مرت عليها السنوات، وكنت دائما تتمنين لو أن علاقتكما تستمر نحو الأفضل.

وإذا كنت تبحثين عن وسيلة لكي تنهي علاقتك بها، اليك هذه الخطوات التي ستساعدك في ذلك:

1- تحدّثي معها: لا تتركي المشاكل تتراكم بينكما، بل على العكس صارحيها بالأمور واذا ظل الحال على ما هو عليه لا تترددي في التعبير عن رأيك بطريقة دبلوماسية وقولي لها أن الأمور تخطت الحدود. ولكن في حال ارادت الدفاع عن نفسها لا تحكمي عليها بل إستمعي اليها وان لم تقل فذلك يدل على أنها غير مهتمة.

2- لا تجرحي مشاعرها: حافظي على هدوئك ولا تقولي لها عبرات جارحة بل  إعتمدي طريقةً هادئة تنتهي العلاقة من دون أي كراهيّة.

3- قلّلي من التواصل معها: خفيفي الحديث معها ولا تخبريها بكل أمورك، هذا وتجنبي قدر المستطاع عدم الخروج معها من خلال خلق أعذار واقعية كي لا تشعر أنّك تكذبين عليها.

4- كوني صريحة: أخبريها بكل ما يجري وجعلك تقدمين على هذه الخطوة، كما ويجب أن تقولي لها عن أخطائها وكم تغيّرت العلاقة بينكما. ولكن إحذري أن تلقي اللوم على شخصيتها لأنه يمكن أن تكوني انت قد تغيرت وليس فقط المشكلة منها. هذا ولا تجبريها على أن تتغيّر بل من الأفضل أن تنهي العلاقة معها.

لا يتشابه الأصدقاء في ما بينهم، فلكل صديق طريقة تفكير وطباع خاص به. فهناك أشخاص لا بد من وجودهم في حياتنا في جميع الأوقات والحالات، في حين أن هناك اصدقاء لا يسببون سوى المتاعب لذا لا بد لنا من إخراجهم من صلب حياتنا.

وإذا كنت حائرا في أمرك لا تستطيع التمييز بين الشخص الذي يجب أن يبقى في حياتك والشخص الذي لا بد منك أن تنهي علاقتك به، اليك في ما يلي الأشخاص (الأصدقاء) الذين يجب أن تبعدهم عن حياتك.

1- الصديق الحزين: هؤلاء الأشخاص لديهم تأثير سلبي على حياتنا ويصبح الإلتقاء بهم واجبا لا محال منه، ليس من أجل الإستجمام ولكن من منطلق الإحساس بالذنب. كما وأن هؤلاء الأصدقاء يجعلونك تفكر أنك غير قادر على الإستمرار في هذه الحياة وأن المشاكل تلاحقك.

2- الصديق العدو: هذا الصديق يزعم أنه يهتم بك  ولأمورك ولكن بالحقيقة هو بمثابة عدو يتقرب منك بهدف المصلحة الشخصية فقط. هؤلاء الاصدقاء لا يتمنون لك التقدم في حياتك بل على العكس يفكرون دائما في تحويل فرحتك الى حزن مهما كلفهم ذلك من أمر.

3- الصديق المنافس: هو من بين الأصدقاء الذين نصادفهم كثيرا والذين يوهموننا أنهم يقدمون لنا الدعم ويساندوننا إلا أن كل ما في الأمر أنهم يسعون لمنافستنا حتى في أصغر الأمور.

4- الصديق الذي يفرض رأيه: في أغلب الأوقات نحتاج الى الأخذ برأي صديق خاصة اذا كان الأمر يتعلق بمسألة معينة أو مشكلة ما، فنلجأ الى الأصدقاء بهدف كسب خبرتهم في مجال معين وهنا تتبدل الأحوال من صديق يشاركك رأيه إلى صديق متسلط لا يهتم للحوار معك لا بل على العكس يهمه أن تأخذه برأيه أولا وآخرا.

5- أصدقاء مواقع التواصل الإجتماعي: على الرغم من أن التكنولوجيا وما تفرع عنها من تطبيقات تخطت حدود المسافات وجعلت الأشخاص يتعرفون على بعضهم من مختلف البلدان والثقافات إلا أن هؤلاء “الأصدقاء” الوهميين لا يمتون الى الواقع بصلة لا بل على العكس لا يهتمون لصداقتك الا من أجل الترفيه عن نفسهم، لذا لا بد منك من وضع حد لهؤلاء الاشخاص وعدم إقحامهم في حياتك.

يعتبر الكثير من الناس أنّ الصداقة الحقيقية في طريقها إلى الزوال في ظل المجتمعات المتطورة والتي تصبو إلى المادية وتتعرض لضغوطات متنوعة. ويتساءل الأفراد أحيانًا عن أهمية الصداقة في حياة الفرد، وعن كيفية إقامة صداقة وثيقة في زمن أصبح من الصعب العثور فيه على صديق مخلص، في حين لا زال غامضًا حتى الآن عند البعض كيفية التفرقة بين الصداقة الحقيقية وصداقة المنفعة.

يشدد علماء النفس والإجتماع أن أفراد المجتمعات الحديثة أصبحوا في حاجة ماسة إلى تأسيس صداقة على أساس العاطفة الصادقة وتقارب وجهات النظر والإهتمامات المشتركة، وبالتالي تجنب العلاقات التي تحكمها المصالح المتبادلة أو مصلحة من طرف واحد، خصوصًا في ظل تدهور العلاقات الأسرية وتفككها.

وفي هذا الإطار، يعتبر أخصائي علم النفس الأميركي يوغين كيندي، أنّ الكثيرين منا يحتاجون بين حين وآخر إلى شخص يستطيعون أن يخبروه قصة حياتهم ومشاكلهم بالتفصيل دون الإحساس بالحرج، كما يحتاجون إلى أحد يثقون به ولا يخجلون من مناقشة أدق أمورهم ومشكلاتهم الخاصة معه.

وأوضح كيندي أنه من غير الصحي الإستسلام لفكرة عدم وجود صداقة حقيقية أو اعتبارها عملة نادرة تميل إلى الزوال بل يجب على كل فرد القيام بمحاولات جادة لإقامة صداقة على أساس سليم وحقيقي، مؤكدًا أنّ أول أسس الصداقة هي أن يكون الشخص صادقًا مع نفسه قبل صدقه مع الآخرين، وأن يكون قادرًا على تفهم جوانب وأبعاد شخصيته وخفض سلبياتها والتصالح مع نفسه؛ فالأشخاص غير القادرين على تفهم أنفسهم، وتقبل جوانب النقص فيهم، لا يستطيعون إقامة صداقات سليمة مع الآخرين.

أما للتمييز بين الصداقة الحقيقية وصداقة المنفعة والعلاقات العابرة، يضيف كيندي: “إن هناك أشخاصًا نمضي معهم أوقاتًا سعيدة أثناء الخروج إلى نزهة أو ممارسة رياضية أو نشاط معين معًا أي خلال الإهتمامات المشتركة، وعند انقضاء النزهة أو زوال السبب في المشاركة تصبح الصحبة غير محتملة، حيث يصعب خلالها تبادل الأفكار أو إجراء حوار شخصي، إذن هؤلاء الأشخاص لا يمكن اعتبارهم أصدقاء لمنفعة معينة”.

لربما الكثير من الأشخاص يحاولون تسمية “صديقي” على أشخاص ليسوا بالحقيقة أصدقاء، فالصديقي الحقيقي هو الذي يبقى قريبًا من النفس رغم كثرة مشاغل الطرفين، فتجده إلى جانبك يدعمك أوقات الضائقات المادية والمشاكل الإجتماعية على الرغم من اختلاف وجهات النظر.

في المقابل، يرى الباحثون أنّ سن الشباب هو أفضل مرحلة لإقامة صداقات حقيقية، حيث أنّ الروابط بين أصدقاء الماضي تكون أقوى من الأصدقاء الجدد، في حين أنه من المؤكد أنّ القدرة على إقامة صداقات وقوتها لا تعتمد على سن الشخص أو طول مدة الصداقة، لكن الشباب عادة يطلقون العنان لمشاعرهم ويستطيعون الكشف عن أحاسيسهم بسهولة للآخرين، الأمر الذي يسهل عملية إقامة الصداقات.

للصداقة الحقيقية أهمية كبيرة في حياة الإنسان، لأنّ البشر بطبيعتهم مفطورين على أنهم مخلوقات اجتماعيين غير قادرين على العيش بوحدةمن دون مشاركة أفراحهم وأحزانهم مع غيرهم من البشر، أو حتى من دون أشخاص يدعموهم في الأوقات الصعبة، خصوصًا أنّ الأصدقاء عكس الأهل إذ يمكن للفرد أن يختار الصديق الذي يريده في حياته بما يتناسب مع عقله.

وفي ما يلي أنواع الصداقة التي يصادفها كا شخص في حياته:

صداقة الطفولة: هي الصداقة التي تبدأ من عمرٍ صغير والتي تبقي لديك ذكريات جميلة، ولديها أثر كبير على مراهقتك وحياتك المستقبلية، هي الطفولة التي تحدد نشأتك واهتماماتك ومعظم آرائك وأفكارك. وتتمثل صداقة الطفولة باللعب والفرح بعيدًا عن هموم الحياة وتعبها.

صداقة الدراسة: هي التي تشمل مرحلة الدراسة الجامعية أو المدرسية، تتمثل هذه المرحلة بالطموح والنشاط والأحلام، ومرحلة الأسرار والمراهقة، وهي من أكثر المراحل التي يشارك فيها الإنسان حياته مع أصدقائه، ويرى فيها أصدقاءه أكثر من رؤيته لعائلته نظرًا لما يقضيه من ساعات طويلة في مكان التعليم، وما يواجهه من مواقف طريفة أو مزعجة في تلك الفترة.

 صداقة العمل: وهي الصداقات التي يبنيها الفرد في وظيفته، وترتبط في حياة الإنسان بمرحلة النضج العقلي والنفسي، مما يجعلها مبنية على أسس منطقية وقوية، ومقربة للنفس والعقل، وغالباً ما تعتمد هذه الصداقة على المواقف التي تظهر متانتها وصدقها. كما أنها تُبنى على أساس الإهتمامات والنشاطات المشتركة.

صداقة المراكز والنوادي: هي صداقة ترتبط بالإهتمامات والهوايات المشتركة على وجه التحديد، وهي مريحة وممتعة بحيث يتمّ من خلالها تمضية الأوقات المسلية، بعيدًا عن هموم الحياة وضغوطاتها. وغالبًا ما تكون فقط لإمضاء الوقت المرح، فلا يمكنك على سبيل المثال أن تطلب من صديق النادي أن يدعمك في عملك ومواقفك أو حتى أن يقف إلى جانبك في وقت الأزمات.

صداقة الشدة: هذه الصداقة تعتبر من أصدق العلاقات الإنسانية، لأنها لا تعرف المقابل، وعلى الأغلب هذه هي الصداقة الحقيقية التي أصبحت نادرة، خصوصًا أنها مبنية على الحاجة. هم من يقفون بجانب الإنسان وقت تعرّضه لشدة ما في حياته سواء كانت أزمة عملية أو عاطفية أو حتى أسرية، وهم من يدعمون الفرد لتحقيق أحلامه وطموحاته. وتعد هذه الصداقة مهمّة جداً لأنّ صديق الشدة هو من يقف إلى جانبك ويساندك في أوقات التعرض لمشاكل الحياة وهو صديق وفي لا يجب التخلي عنه.

صداقة السوء: تعتبر من أسوء الصداقات وأكثرها أذية للإنسان، إذ أنه يكتسب معظم العادات السيئة والأخلاقيات الغير مناسبة والتي تسبب له الأذية الشخصية والإجتماعية. تعتمد هذه الصداقة بشكل كبير على إشباع الشهوات والرغبات دون رعاية أي معايير أخرى. وهذه الصداقة لن تدوم لأنها ستسبب المشاكل التي تمكن الإنسان من كشف مدى ضررها عليه وعلى حياته.

الصداقة الافتراضية: وهي الصداقة المبنية في أماكن خيالية وغير واقعية، كمواقع التواصل الإجتماعي، وغالباً ما تكون بأعداد كبيرة وبأجناس مختلفة، وتكون صداقات خيالية لشخصيات غير واقعية وخادعة ولا يمكن الاعتماد عليها.

من أهم العلاقات التي يبنيها الإنسان في حياته هي الصداقات، فكل شخص بحاجة إلى صديق يشاركه لحظات حياته، يعطيه النصائح ويساعده في حال تعثر.

إلا أن هناك الكثير من الصداقات تتعرقل ولا تنجح لسبب أو لآخر، فهناك أصدقاء يدعمونك ويساندوك في كل الخطوات التي تخطط للقيام بها وهناك أصدقاء يقفون حجرة في تحقيق أي شيء تريده. ولكن السبب ليس فقط في الأصدقاء فهناك العديد من الأمور الشخصية التي تجعل من أصدقائك ينفرون منك، وهي:

1- عدم إلتزامك بالوقت: من الأمور التي تزعج الأصدقاء هي إنتظارهم لك لوقت طويل، فالتأخر في كل مرة عن الموعد المحدد وعدم إحترام أي لقاء يجعل من الغير يفقدون ثقتهم بك ولا يحترمون أي شيء تقوله في ما يتعلق بتنظيم اللقاءات والمشاريع معهم.

2- تنقل الأخبار وتثير الشائعات: يقع الأصدقاء في فخّ نقل الأخبار من صديق إلى آخر، خاصة في ما يتعلق بالحياة الشخصية والأسرار الخاصة لصديق. هذا الأمر يعتبر إنتهاكا للخصوصية ويجعل الاخرين ينظرون إليك بطريقة فيها تقليل من الإحترام والإستهزاء.

3- غير جدير بالثقة: اساس كل علاقة الثقة، ومن الأمور التي تزعزع الصداقة شخص لا يمكن الإعتماد عليه في أمر ما. ويعتبر الخداع من أهم الأمور التي يمكن أن تفقدك اصدقاؤك؟

4- لا تسيطر على تصرفاتك وترفض الإعتذار: إن عدم تحمل مسؤولية تصرفاتك بين أصدقائك يجعلهم يتجنبون التواجد معك، فأسلوبك في التعاطي مع الآخرين ينعكس عليك في ردة فعلهم تجاهك. فعدم السيطرة على تصرفاتك يثير لك الكثير من المشاكل مع من حولك التي تتراكم  مع الوقت في حال لم تجد الحل المناسب لها.

اذا، احذر هذه التصرفات مع محيطك وأصقدقائك إذا اردت المحافظة عليهم!

الأصدقاء الحقيقيون هم الأصدقاء الذين يشاركونك جميع لحظات حياتك، ويكبرون السنوات الى جانبك ولا تفرقكم الظروف.

وتثير المناسبات السعيدة إهتمام الأصدقاء المقربين الذين سنشغلون بأدق التفاصيل، وما هي حفلات الزفاف سوى خير دليل على مدى إهتمام اقرب الأصدقاء بهذا اليوم.

وعلى الرغم من أن الحياة الزوجية مخالفة تماما عن ما قبل الزواج، إلا أن هناك أصدقاء يجب الإحتفاظ بالعلاقة معهم بعد الزواج، إلا أن هذا الأمر يتطلب منك هذه الخطوات:

من المهم جدا الإحتفاظ بالأصدقاء الذي يقدمون لك الدعم والإيجابية في جميع المواقف، فهؤلاء الأصدقاء الذين يساهمون في إعطائك الدفع الى الأمام في جميع المراحل.

هذا ومن الضروري أن تؤكدي لهؤلاء على أن حياتك تغيرت وأصبح زوجك ومنزلك الأولوية، ولكن رغم ذلك ستبقين على مسافة واحدة منهم وأنهم لا يزالون جزءا من حياتك من خلال تخصيص لهم وقتا كالخروج معا لتناول العشاء، أو حتى الإطمئنان عنهم عبر الهاتف فهذا الأمر يجعلهم يتأكدون أنك لا زلت تهتمين لصداقتهم.

هذا وتكثر الأحاديث في ما يتعلق بتبادل النصائح في ما يتعلق بالزواج، وهنا لا بد لك من إستشارة الأصدقاء الذين تزوجوا قبلك، ولكن انتبهي أن تكون النصائح عامة ولا تتعدى حياتك الخاصة مع زوجك.

كما ولا تنسي أن بعد الزواج ستتعرفين على أصدقاء جدد هم أصدقاء زوجك فلا تترددي أبدا في بناء علاقات جديدة مع هؤلاء لأن زوجك سيكون سعيدا في حال تمت دعوتكما للخروج ضمن مجموعة من الأصدقاء فهذا الأمر سيسهل عليكما تبادل الأحاديث مع الحاضرين وليس فقط الإكتفاء بالجلوس معهم.

تعتبر الصداقة من العلاقات التي توفر التوازن في حياة جميع البشر، فالصديق هو صاحب التأثير والنفوذ والسلطة وهو الصدر الحنون الذي نتكئ عليه حين نمر بمشكلة، لذلك من المهم أن نقوم باختيار صديقنا بطريقة حذرة لكي لا نقع في متاعب، ونتعرض للألم والأذية. تعرّف على الصفات التي يجب أن تجدها في صديقك الحقيقي:

– الصديق الحقيقي هو ذو العقل الرصين الذي لا يوقعك في نتاعب بل يساعدك على تجاوز الأزمات، الأمر الذي يجعلك أيضًا قادر على البوح أسرارك له وتلقي المشورة والنصح.

– من مميزات العلاقات الإنسانية التي تتخلها المشاعر هي المحبة بدون مصلحة، وبالتالي يجب اختيار الصديق الذي لا يشعى لكسب الأرباح منك فقط فهي عملية تبادل بين الطرفين في الحب والمساندة والمشورة والنشاطات والإهتمامات.

– وتعتبر التضحية جزء أساسي من الصداقة، لأن الذديق الحقيقي لن يتوانى عن التضحية بما لديه من أجلك والعكس يجب أن يكون من ناحيتك، كم أنه سيكون معك في الأوقات العصيبة يدافع عنك ولا يتركك.

– الإخلاص هي صفة نادرة في هذه الأوقات، ولكنها من أولويات الصداقة النقية لأنها تجعل الصداقة تدوم وتستمر وتقوى مع مرور الأيام والمشاكل ومن دونها لا طعم للصداقة.

وفي المقابل، إنّ تكوين الصداقات هو شيء، واختيار من هم أصدقاءك هو أمرٌ آخر تمامًا، لأن أصدقائك هم بمثابة مرشدون لك في هذه الحياة، فضلًا عن كونهم يحددون هويتك وأسلوبك في الحياة واحترامك بين الناس. لذلك فإنّ عملية اختيار الصديق هي هامة للغاية، إليك بعض النصائح التي يجب وضعها في عين الإعتبار:

المواقف: اختر الصديق المناسب من خلال المواقف التي مررت بها، قالأزمات هي التي تحدد نوعية الصديق الذي تعرفه وتصاحبه وتأتمنه على حياتك، ويظهر مدى قدرته واستعداده لمساعدتك عند الحاجة. فقد يكون صديقك غير قادر على مساعدتك ماديًا لأنه لا يملك مبلغًا كافيًا من المال، إلا أنه لن يتركك تفتش بمفردك عن حل للأزمة.

الغضب: اختار صديقك بعد معرفة كيف يُصبح في حالة غضبه، فبعض الأشخاص يفقدون السيطرة على أنفسهم في حالات الغضب وهم من أسوأ الأشخاص الذين يمكنك اتخاذهم أصدقاء لأنهم قد يفعلون أشياء مؤذية.

السفر: إذا أردت اختيار صديق فعليك بالسفر معه، فهذه الرحلات تُظهر حقيقة الإنسان وبالأخص الصديق، حيث يرفع التكلف والتصنع ويكون الإنسان على حقيقته.

الصبر: عند اختيارك صديقك يجب أن تعرف إذا كان يستطيع تحملك والصبر عليك أم لا، لأن الصبر من أهم المميزات التي يجب على الصديق المخلص أن يتحلى بها، وبالتالي من الواجبات المطلوبة منك تجاه صديقك.

وفي هذا الإطار، أكدّت الدراسات أنّ اختيار الأصدقاء يخنلف من شخصٍ إلى آخر ولكنه يجب أن يكون بطريقة حذرة خصوصًا الأصدقاء المقربين إذ أنهم يصبحون جزءاً من العائلة.