إذا كنت من الأشخاص الذين يعانون من الكذب والنفاق، قد لا تدرك مدى إمكانيتها أن تكون مدمرة، خاصة للأطفال المراهقين. فالخداع شيء مؤلم لا ينبغي أبدا السكوت عنه.

ما هو النفاق؟

 سلوك متكرر عدواني يمكن أن يكون لفظي أو عاطفي.

النفاق بين الأصدقاء خاصة يجعلك تشعر بالأذى، الغضب، الخوف، الوحدة، اليأس، العزلة، الخزي، وحتى الذنب! في بعض الأحيان، يشعر الأشخاص أنهم يريدون الانتحار.

صحتك الجسدية عرضة للمعاناة، ويمكن أن تكون بخطر كبير لتطوير مشاكل في صحتك العقلية مثل الاكتئاب، القلق، عدم الثقة بالذات، أو اضطرابات ما بعد الصدمة.

من المرجح أن تغيب عن المدرسة أو تسرب لتتجنب التعرض للمعاملة القاسية من قبل زملائك على مقاعد الدراسة.

الجانب الأكثر ضرراً للكذب والنفاق هو تكراره، فالذين يعنفون لا يتوقفون عن هذه الأمور مراراً وتكراراً لفترات طويلة من الزمن. الأشخاص المعنفين ممكن أن يعيشوا في خوف دائم منتظرين اللحظة التي سيتأذون فيها، ماذا سيفعلون، وإلى أي مدى سيتأذون.

إذا كنت تتعرض للنفاق:

لا تلوم نفسك، انها ليست غلطتك، بغض النظر عن ما يقوله الشخص الآخرا، يجب أن لا تخجل من نفسك!

كن فخورا بنفسك، رغم ما يقولونه عنك، هناك العديد من الأشياء الرائعة في شخصيتك.

اطلب المساعدة، تحدث مع والديك، معلمتك، مستشارك أو غيرهم من الكبار الموثوق بهم. الذهاب لرؤية مستشار لا يعني أنك تعاني من أي خطب.

كل إنسان يملك شخصية خاصة به تميزه عن غيره، وهناك فرق كبير بين الغرور، التكبر والأنانية، ولا يمكن لأي أحد منا أن يكتشف شخصية الآخر إلا من خلال معاشرته.

ولكي تعرف الشخصية الحقيقية للشخص عليك أن تكون صديقه، وفي ما يلي التصرفات التي تشير الى أن هذا الصديق يتمتع بصفات الأنانية:

• يرى الشخص الأناني أنه مختلف عن غيره، لذا فهو يستحق معاملة خاصة. وستلاحظ أنه يطلب منك العديد من الخدمات سواء الصغيرة أو الكبيرة حتى ولو أن معرفتك به لا تتعدى الأسابيع.
• يتقرب من الآخرين لتحقيق احتياجاته: فالصديق الأناني عندما تقدم له خدمة معينة، فلا يبادر الى شكرك بالعنى الحقيقي بلا يقولها لأنه مجبر على ذلك. وفي حال بادرت الى طلب خدمة منه ستلاحظ أنه يماطل بإنجازها، وبل الأسوأ من هذا عندما تلتقي به يتحدث معك بطريقة عادية من دون ذكر أي امر يتعلق بما سبق وطلبته منه.
• لا يلتزم بوعوده: تلاحظ أنه لا يهتم لإلغاء اي لقاء بك قبل دقيقة واحدة من الموعد المتفق عليه، وقليلا ما يتوجه بالإعتذار لك لا بل على العكس يكتفي بتقديم مبررات مزيفة للتخلص من موعده معك. اضف الى ذلك، عندما تطلب من الصديق الأناني الالتقاء به، تلاحظ عليه أنه يفكر بالخيارات المتوفرة أمامه قبل أن يحسم خياره. وهو لا يقوم بالاتصال بك إلا في حال احتاجك بأمر ما أو أنه يشعر بالملل ليس إلا.
• لا يهتم لأن يعرفك على أصدقائه: على الرغم من أنه يتحدث كثيرا عن محيطه وأصدقائه لكنه لا يلتقي بك أثناء وجودهم، بل على العكس يعمد لجعلك تعتقد بأنه على صلة قوية بالكثير من الأشخاص، لكن مع مرور الوقت، تكتشف من خلال كلامه أن العلاقة التي تربطه بهم علاقة سطحية وأساسها المصلحة الشخصية.
• لا يحاول الاستماع اليك بل كل ما يهمه هو التعبير عن وجهة نظره، وينتظر سكوتك لكي يبدي وجهة نظره  حتى وإن بدا أنه يستمع لكلامك، يسعى في كل الأوقات الى السيطرة على الموضوع والتحدث عن نفسه.

لذا، إذا لاحظت هذه التصرفات عند أحد أصدقائك تأكد أنه صديق أناني وبعيدا كل البعد عن الأصدقاء الحقيقين.

يشعر الكثير من الناس بالإحراج والتوتر عند محاولة التكلم مجدداً مع صديق بعد انفصال طويل. ما يحدث غالبا هو أن شخص ما يريد مكالمة صديقه القديم، وعندها يراوده الشك، “سيكون من الغريب إرسال بريداً إلكترونياً له من العدم. كيف ستكون رد فعله؟ وهل سيتساءل لماذا أتواصل معهم الآن؟ ماذا لو لم يكن لدينا أي شيء نقوله لبعضنا البعض؟” ولذلك السبب يؤجّل الحديث. إنه من السهل جداً المماطلة، ولكن إذا أجلتم المبادرة، فستواجهون صعوبة أكبر حينها.

طرق مختلفة لمعاودة الاتصال بصديق قديم:

• أرسل إليهم بريدا إلكترونياً أو رسالة عبر الفيسبوك قائلاً بأنها مضت فترة طويلة، واسألهم عن أحوالهم في هذه الأيام. أطلعهم بشكل وجيز، ولا تتكلم أكثر من اللازم، على ما كان يبقيك مشغولاً. إذا كنت تشعر بعدم الارتياح لقول: “مضى وقتاً طويلاً منذ آخر مرّة تكلّمنا فيها، ما هو الجديد؟”، ويمكنك أن تستبدلها دائما بحجة “رأيت شيئاً في ذلك اليوم، ما جعلني أفكر فيك …”
• أرسل له نصاً تقول فيه الكلام نفس أعلاه، ولكن في شكل أكثر إيجازاً.
• حاول معرفة إذا كان بإمكانك العثور عليهم على فيسبوك، وأرسل لهم رسالة من خلال نظام الدردشة.
• قابلهم وتكلم معهم شخصياً.
• اذهب إلى مكانهم المعتاد حيث تعلم بأنك ستلتقي بهم شخصياً.

وبطبيعة الحال، حين تراودك الرغبة في معاودة الاتصال بأصدقائك بعد انفصال طويل، قم بذلك، لتتمكن من تقضية الوقت معهم مرة أخرى. وهذا يعني أنه عليك دعوتهم للخروج. ومن جديد، عليك أن تسأل: “هل تقبل دعوتي إلى المطعم بحيث نستطيع تعويض ما فاتنا؟” عليك دعوتهم عبر الهاتف، أو عبر البريد الالكتروني بعد تبادل رسالة أو اثنتين. كما وبأي حال، إذا قالوا إنهم مشغولين، ولكنهم لم يرفضوا الدعوة، يمكنك المحاولة مرة أخرى أو مرتين خلال الأسابيع القليلة المقبلة. يمكنك أيضا محاولة تنويع النشاطات التي تدعوهم إليها. على سبيل المثال، إذا كان صديقك ربّ عائلة، قد لا يكون قادرة على مقابلتك ليلة السبت، ولكن قد يملك الوقت لتناول الغداء معك خلال أيام أسبوع العمل.

وجود الأصدقاء في حياتك له فوائده، فالصديق هو بمثابة كتف تبكي عليه عندما تصبح الحياة صعبة. إنه أحد المقربين التي تثق به كثيراً وتتبادل معه أعمق أسرارك. ومع ذلك، حتى أقرب الأصدقاء يختلفون مع بعضهم. إن الغضب هو عاطفة طبيعية قد تؤثر في تواصلك مع أي شخص وحتى مع المقربين. لذا عليك التعبير عن غضبك بطرق صحية حين يتعلّق ذلك بصديقك، ومن شأن ذلك تعزيز صداقتك.

اعترف بغضبك: الغضب هو شعور يختبره الجميع. اقبل مشاعرك الغاضبة ولا تحكم على نفسك لكونك مستاء من صديقك. كن صادقاً بشأن غضبك مما يضع هذه العاطفة على مرأى من الجميع، ويسمح لك بإيجاد طرق بناءة لإدارة مشاعرك.

• اهدأ. قبل المحاولة في التحدث إلى صديقك، تأكد من أنك لست بحالة من الغضب العارم. اذهب بنزهة أو خذ نفساً عميقاً للحفاظ على رباطة الجأش والقدرة على التفكير بعقلانية، تجعل نوبات الغضب الأمور أكثر سوءاً، وقد تسبب المزيد من الألم لنفسك وللآخرين. إذا كنت ترغب في التعبير عن مشاعرك الغاضبة لصديقك بنجاح، فمن الأفضل أن تنتظر حتى تبرد العواطف وتهدأ اعصابك.
• اعرف جذور ما يزعجك، للتأكد من عدم وجود إحباط عميق لديك. حاول التفكير بعمق لتحديد ما إذا كنت غاضباً من صديقك بسبب حادث ما أو بسبب مشكلة سابقة، ولم يكن صديقك على علم بها.
• كن واضحاً بنواياك: صارح صديقك عن غضبك، واعرف سبب مصارحتك. كن صادقا مع نفسك وحدد ما إذا كنت تريد أن تلقي اللوم على صديقك، أو إذا كنت ترغب في مناقشة هذه المسألة معه لتتمكنا من حلّ الصراع واستئناف صداقتكما. معرفة نواياك تؤثر في طريقة تكلمك مع صديقك.
• كن منفتحاً وصادقاً: أخبر صديقك عن سبب استياءك، مركّزاً فقط على أفعالك وعلى مشاعرك. لا تقضي وقتك تذكّر صديقك عن دوره في الخلاف – فقد يبعد ذلك التركيز عنك وقد يجعل صديقك دفاعي.
• اسأل صديقك عن سلوكه المؤذي لتفهم أسباب الصراع، بعد أن كنت قد أعربت بهدوء عن مشاعرك الغاضبة. وحدد المبادئ التوجيهية التي تساعدك وصديقك في تحديد كيفية التعامل مع صراعات مماثلة في المستقبل.

ليس من السهل أبداً أن تثبت لصديقك أنك جدير بالثقة! ولكن مع الوقت، يمكنك فعل ذلك إذا اتبعت هذه النصائح التي سنعطيك إياها:

1. حافظ على وعودك: لا تعد صديقك بوعد لا يمكنك البقاء عليه – أو على الأقل، لا تجعل من ذلك عادة. إذا أنت تقول انك سوف تمضي البعض من الوقت مع صديقك وحصل شيء منعك من الذهاب، اشرح لصديقك الوضع وكن على ثقة من أن الصداقة قوية بما فيه الكفاية للوصول إلى تفاهم وحل لكل مشكلة. إذا لم تتمكن من الذهاب للقاء صديقك، اعطيه هدية صغيرة وعبّر له عن أسفك. ليس هناك شخص كامل، لذلك ليست مشكلة كبيرة إن لم تنفّذ وعداً مرة واحدة، ولكن لا تجعل من هذا الشيء عادة منتظمة. إذا كان أمر متكرر على مر الزمن، من المحتمل أن صديقك سيعتبرك غير أهلا للثقة كما وأنه لن يكون ملتزماً بصداقتك من بعد هذا الأمر.
2. كن شخصاً يمكن الاعتماد عليه: هذه الصفة هي واحدة من أهم الصفات لكي تكون صديقاً جيداً. سوف يحتاج إليك صديقك للحصول على الدعم، وخاصةً في الأوقات الصعبة. لا أحد يحب الإنسان المزيّف، ولا أحد يريد أن يكون صديقه هكذا. من الصعب أن تعتمد على شخص لا يتصرف بطريقة متناغمة وجديرة بالثقة. وبالطبع أنك قد تعرفت على أشخاص يقولون أنهم سيساعدونك ولكنهم يتناسون الموضوع. إن كنت أنت من هذا النوع من الأشخاص، فاعرف أنك على وشك أن تنهي علاقتك بأصدقائك. في نهاية المطاف، سوف يتوقفون عن تصديق ما تقوله لهم.
3. كن صادقاً: إذا كنت تريد أن تكون صديقاً جيداً لكي تحصل على ثقة الناس بك، عليك أن تكون صادقاً في التعبير عن مشاعرك، عن تصرفات أصدقائك، وعن شعورك تجاه صداقاتك. إذا كنت صادقاً في التعبير عن مشاعرك، سوف تفتح مجال للتواصل المباشر مع أصدقائك، وسوف تجعلهم يشعرون أنه يمكنهم التواصل معك بشكل صادق وشفاف. إذا كان صديقك يؤذيك، لا تخف من التحدث إليه عن ذلك. إذا كان شيء يزعجك للغاية، لا تشعر بالخجل عندما تفتح الموضوع مع صديقك.

من أسمى العلاقات وأثمنها على الإطلاق هي الصداقة، ولا يعرف قيمتها إلا من لدية أصدقاء أوفياء.

فالصداقة هي كنز ثمين تحتاج الكثير من العوامل لكي تستمر، خاصة في ايامنا هذه حيث يتلهى كل شخص بمشاكله اليومية الأمر الذي يجعله يتلهى عن أصدقائه. وفي ما يلي بعض النصائح التي ستساعد كل شخص في الحفاظ على صداقته مع من حوله وتجعلها تدوم الى الأبد.

لا تقوم علاقة من دون أن يكرس كل طرف فيها الوقت الكافي لها، فمهما تراكمت المشاكل وإشتدت ضغوطات الحياة اليومية سيكون هناك وقت ولو قليل من أجل الحديث مع الاصدقاء والإطمئنان على أحوالهم. فإظهار الإهتمام هو الخطوة الأولى التي تساعد على ترسيخ الصداقة مهما مر عليها من سنوات.

ومن أهم الأمور التي تساعد على استمرار الصداقة وجود التمساح بين الأصدقاء، فمساندة الصديق وحتى على اتفه المشاكل يجعله يتأكد انك ستبقى الى جانبه مهما كانت أحواله. فعدم وجود تسامح يدمر الصداقات الى جانب الجفاء وعدم الإكتراس.

ومن الأشياء التي يبحث عنها كل شخص في علاقته مع الآخرين التفاهم والتقدير، فعند البحث عن الأصدقاء فاننا نحاول ان نبحث عن هؤلاء الذين نجد بقربهم الراحة والاطمئنان لانهم يفهموننا اكثر من انفسنا.

لذلك من اهم النصائح التي تساعد على استمرار الصداقة الى الابد هي تقدير ظروف الاصدقاء واحترام ما يشغلهم وتقديم لهم الدعم لهم. هذه التصرفات تقرب المسافات بين الأصدقاء ويجعل أوصار العلاقة أكثر متانة.

ومن المهم جدا عدم إصدار الاحكام المسبقة على الأشخاص من خلال ما نسمعه عنهم، بل على العكس علينا أن نساعد الأصدقاء في تصحيح أخطائهم من خلال تقديم النصائح لهم. فإذا كنت تتطلع لصداقة تستمر مع السنوات لا تتوانى لحظة عن مساندة أصدقائك والإبتعاد عن فكرة إصدار الأحكام المسبقة.

ليس من السهل دائماً أن تكون صديقاً جيداً، ولكن إن أخذت الوقت لتعزز الصداقة الدائمة فهذا يستحق كل الجهد والعناء.

على مر الأزمان، بعض الناس سيبقون إلى جانبك، ولكن الكثير سيرحلون. ينبغي عليك دائماً أن تدرك أن كل صداقة تكتسبها لا تقدر بأي ثمن. وبطبيعة الحال، ليكون لديك صديقاً جيداً، يجب عليك أن تكون صديقاً عظيماً أنت أيضاً. ولكي تكون كذلك، ينبغي أن تعمل على تعزيز الصداقة بواسطة دعم صديقك. اتبع هذه الخطوات التي ستساعدك على فعل ذلك:

1. كن غير أناني.

على الرغم من أنك لا تستطيع أن تكون غير أناني كل الوقت، هذه الميزة جزء مهم لتكون صديقاً جيداً. استوعب رغبات صديقك كلما استطعت شرط ان يتم هذا الشيء بطريقة متوازنة. عامله بالمثل مع أفعال لطيفة ورعاية، وسيتم تعزيز الصداقة! إن كنت معروفاً لكونك أنانياً وتذهب إلى أصدقائك كلما احتجت للمساعدة، الناس سوف يعرفون أنك لا تبحث عن صداقة، بل تبحث عن مصلحة.

2. اصغ جيداً.

لا تحتكر المحادثات وخذ بعض الوقت لتفهم وتدعم صديقك عندما يتحدث إليك. إن الأمر يبدو بسيطاً، ولكن تأكد من أنك تصغي بقدر ما تتحدث عن نفسك. إذا تحتكر كل محادثة وتتكلم عن مشاعرك أنت، فصديقك لا يستفيد من أي شيء في هذه العلاقة. الاصغاء يفتح مساحة بين الاثنين ويطمئن صديقك أنك تفهمه وأنك تكترث له.

3. ساعد صديقك في التغلب على مصاعبه.

كن صديقاً داعماً بالفعل. سيكون لديك مهمة الاعتناء بصديقك عندما يمر بوقت عصيب. إذا كنت تشعر أن صديقك يعاني من أي نوع من المتاعب ولا يعرف كيف يسيطر عليه، مثل تعاطي المخدرات أو السكر، ساعده وابعده عن هذه الحالة ولا تخف أن تتحدث إليه بشأن هذا الأمر.

4. كن موجوداً في وقت الأزمات والمحن.

إذا كان صديقك في المستشفى، قم بزيارته. إن هرب كلبه، ساعده في العثور عليه. إذا احتاج لوسيلة نقل، تبرّع في أخذه. دوّن الملاحظات لصديقك في المدرسة إن كان غائباً. إرسل له بطاقات معايدة إن كان يعيش بعيداً عنك. إذا كان هناك حالة وفاة في عائلته، احضر الجنازة. دع صديقك يرى أنه يمكن الاعتماد عليك في أي وقت!

ما هو الكيان الثالث الذي يتم إنشاؤه عندما يصبح شخصين أصدقاء؟ هذه العناصر الثلاثة التي ينبغي أن توجد في صداقة متينة: “نحن”، و”هم”، و”الصداقة”!

لا تنسوا أنها ليست صداقة فعّالة إن لم تكنوا أصدقاء حقيقيون!

بعبارة أخرى، عندما لا تلبّى احتياجاتنا، نحن سريعين في الافتراض أن المشكلة تنبع من صديقنا وليس نحن. ولكن في واقع الأمر، قد يكون الأمر أن العلاقة تظهر الواقع بشكل مختلف. وهذه الصداقة المؤلفة من الصديقين لا يمكن أن تظهر بشكل مختلف إن لم ينظر الصديقان إليها بشكل مختلف.

إذا شعرنا بأنه لدينا صديق لا يحترم عملنا وحياتنا، يحتاج لكل الاهتمام الذي نقدمه، ولا يكترث إلا لنفسه، فاعرفوا أن هذه العلاقة ليست صداقة صحية بل هي علاقة سامة للغاية. هذا هو المثال الممتاز للفت النظر أن السلوكيات التي في الكثير من الأحيان نستاء منها ليست عادة بل هي خطأ. ليست أفعال واضحة وسليمة، هي خيانة عظيمة للصداقة المتينة!

في الواقع، من الطبيعي أن نشعر بالانزعاج من هذه السلوكيات. لقد نظرنا إلى أفعالهم من خلال عدسة الاحتياجات الغير ملباة واختتمنا أن “صديقنا” يتميز بصفة الغيرة، الأنانية، وعدم المعاملة بالمثل. ولكن كل هذه التكهنات والافتراضات خلقناها لنبرر هذه الأفعال.

ربما هي الصداقة التي تحتاج إلى تغيير، وليس الصديق؟

إن كان لدينا ثلاثة كيانات في العلاقة: الصديقين والصداقة، من الممكن أن كلا الشخصين غير سام ولكن صداقتهما هي التي لا تنجح. ربما الشخصان لا يريدان أن يلحقا الأذى ببعضهما البعض ولكن لا يعرفان كيف يتحادثان بموضوع صداقتهما لكي يحلا المشاكل التي تحصل بين بعضهما. فلا يمكنهما أن يحلا المسألة، فيقعان في دوّامة بشعة جداً. بدلاً من أن تجلب هذه الصداقة السعادة، إنها تجلب البؤس والغضب.

إن كان الأمر كذلك، إن كان الاثنان محبين، ولكن العلاقة هي السامة، يجب على الشخصين أن يعملا معاً لحل المسألة. إن الأمر يتطلب منهما القيام بشيء مختلف والبدء بحل المشاكل التي يعاني منها الشخص الذي يشعر بالاحباط! الصراحة ملزمة لحل هذه المشاكل!

لا تدوم جميع الصداقات إلى الأبد. في الواقع، حوالي ١ من أصل ١٢ صديق يبقى صديق لمدى الحياة! وحتى هذه الصداقات تتغير مرات عديدة خلال مراحل الحياة المختلفة. لكن، كل الصداقات تهدف إلى تعزيز حياتنا وتعلمنا طرق جديدة لمحبة الناس حتى لو كانت لا تدوم إلى الأبد.

الصفات الخمس التي تهدد صداقة معينة هي: اللوم، الغيرة، الحكم، الإهمال، وعدم المعاملة بالمثل. هذه الصفات هي الأسباب الرئيسية التي تحبط الصداقات، ولسوء الحظ لا يمكن تجنبها كلها.

ليس من الجيد الابتعاد عن صديق قبل أن تكون على استعداد كامل لإصلاح الصداقة لكي تتعزز أكثر فأكثر.

الخمسة أسئلة التي يجب طرحها قبل السماح لهذه التهديدات بإنهاء صداقة هي:

كيف يمكنني أن أظهر أنني أهتم للشخص الآخر؟

هل سألت الشخص الآخر عن ما أحتاج إليه؟

ما هو الشيء الذي أريده من الشخص الآخر؟

هل سألت الشخص الآخر عن ما أحتاج إليه؟

كثيراً ما ننهي صداقات من دون أخذ الوقت لكي يستوعب الشخص الآخر ويعرف ما نحتاج إليه أو ما نشعر به. ليس من الضروري أن يكون طلب كبير أو صعب. ممكن أن يكون بعض التوجيهات والنصائح التي نحتاج إليها.

هل يمكنني أن أغفر وأسامح الشخص الآخر في هذه الحالة؟

في بعض الأحيان، التسامح يعني التخلي عن كيف نريد شخص ما أن يكون ويتصرف في حياتنا. فينبغي علينا أن نتعلم الحب والتمتع بأصدقائنا وتقبلهم للأشخاص الذين هم. ومن المهم جداً أن نتق أن الصداقة سوف تستمر في النمو والنضج لنهاية المطاف. لكن، في بعض الأحيان، المغفرة تعني أيضاً وضع حدود أو الحد من التواصل مع الأشخاص الذين ألحقوا الأذى إلينا.

إذا كنا نشعر أننا قد تملكها جانبنا، أتممنا واجباتنا كأصدقاء أوفياء، أظهرنا الرحمة والحب تجاه أصدقائنا، وطلبنا ما كنا في حاجة إليه ولم نحصل عليه، عندها سيحين الوقت لإنهاء هذه الصداقة لأنه لا يوجد معاملة بالمثل. إننا نبذل جهداً كبيراً ونزرع ثمار الصداقة، لكننا لا نحصد شيء!

كل شخص يملك غيرة في داخله، ولكن هذه الغيرة تختلف ما بين صديق، صديقة وحبيب.

وتعتبر غيرة الاصدقاء من الامور التي يمكن ان تؤثر على سير هذه العلاقة بالإتجاه الصحيح خاصة اذا كانت صديقتك المقربة تغار منك. وإذا دخلت مرحلة جديدة في علاقتك مع شريكك ستلاحظين هذه التصرفات عند صديقتك ولكنك ستعمدين الى تجاهلها لسبب أو لآخر.

فهل تسألت يوما لماذا تتصرف هكذا عندما تحدثيها عن خطيبك؟ هذه التصرفات تشير الى انها تغار من خطيبك على الرغم من انها تكن لك الكثير من الحب. اليك في ما يلي مجموعة من التصرفات التي ستساعدك في التأكد إن كانت صديقتك تغار منك سرا أو لا.

ترفض التحدث عن خطبتك: ستلاحظين أن صديقتك تحاول التهرب في كل مرة تسألينها عن رأيها بالخطبة مثلا، وتتعمد تغيير الموضوع الى آخر مختلف كليا خاصة عندما تشاركيها بما تخططين له في المستقبل. تصرفها هذا دليل واضح على انها تغار من علاقتك بخطيبك وتحاول إخفاء انزعاجها من الموضوع بشتى الطرق.

لا تبالي بمخططات زواجك: فبعد الخطبة يبدأ التحضير للزواج الذي يتطلب الكثير من الجهد، لذلك لا بد من كل فتاة ان تستشير صديقتها المقربة وتاخذ برايها وتطلب مساعدتها. فإذا طلبت منها أمرا معينا وتجاهلته أو وجهت اليه الإنتقاد فإعلمي أنها لا تريد لك ان تتزوجي. وتحاول غقناعك أن هناك أهم في الحياة عليك القيام بها بعيدا عن الحياة الزوجية.

تحاول خلق عيوب في شخصية خطيبك: ستلاحظين من خلال تعابير وجهها أنها تغار من خطيبك، وتركز على كل تصرفاته وخاصة كيفية معاملته لك. وتعمد الى إثارة الشكوك التي تتعلق بعلاقتكما من خلال التكلم عنه بطريقة سلبية والتركيز على عيوب في شخصيته في خطوة منها لإبعادك عنه. وهذا دليل قاطع على غيرتها من خطيبك ولكنها لا تريد مصارحتك بالأمر مباشرة.

من أهم الصداقات التي يمكن للشخص أن يحافظ عليها على مرّ السنوات اصدقاء الطفولة.

إذ إن أفضل قرار تتخذه في حياتك هو أن تبقى على مقربة من هذا الصديق الذي قضيت بجانبه أهم اللحظات التي شكلت مسيرتك في هذه الحياة. وهو من أكثر الأشخاص الذين يتفهمونك ويقدمون لك الدعم.

ويملك صديق الطفولة وجهة نظر فريدة من نوعها تجاه حياتك، ويفهمك بطريق مميزة، فقد تكون الألعاب المفضلة لديكما والمزاح قد انتهت منذ فترة طويلة، ولكن لا تزال الثقة المتبادلة بينكما تكلل علاقتكما. في ما يلي، اليك اهم الأسبابللمحافظة على صديق الطفولة.

• يجعلك صديق الطفولة تحافظ على الثقة الطفولية البريئة: ليس بشيء يضاهي نقاوة أو براءة ثقة الطفولة. يعلمنا صديق الطفولة مدى أهمية الصداقة الحقيقية.
• يتجاهل صديق الطفولة المراحل الحرجة التي مررت بها: يعلم صديق الطفولة بغريزته أهمية تجاهل الصفات الحرج لدى الصديق. بعد كل شيء، فهو ساعدك خلال تلك سنوات المراهقة الصعبة.
• يعرف صديق الطفولة عائلتك: يعرف صديق الطفولة مراوغاتك ومكافحاتك بشكل أفضل من أي شخص آخر، لأنه أمضى الكثير من الوقت مع أسرتك.
• كما يعرف بلدتك: وبالمثل، على الأرجح أن تكون وصديق الطفولة من مسقط الرأس نفسه. وهذا يعني أنه رأى مدى تقدّمك في الحياة، لذا ما من داع لشرح أي شيء.
• يدعمك صديق الطفولة بغض النظر عن السبب: يعرف صديق الطفولة كيف يقدّم الدعم لك، بما أنه عاش معك الكثير من التجارب التي ساندك فيها.
• يدفعك صديق الطفولة نحو الأفضل: وفي الوقت نفسه، يعرف صديق الطفولة دائماً الوقت المناسب التي تحتاج فيه إلى دفعة صغيرة لتقدّم قصارى جهدك وتصبح الأفضل.
• يساعدك صديق الطفولة على تخطي التحديات: يعرف صديق الطفولة أيضاً ما يلزم للتغلب على بعض أصعب التحديات في الحياة. من اللحظات المحرجة حتى الفؤاد المفطور، سيقف صديق الطفولة بجانبك طوال هذه المصاعب لمساعدتك على تخطيها.
• تبادل صديق الطفولة خبرات ترابط حقيقية معك: هذا يعني أن علاقة مميزة تربطك بصديق الطفولة، والتي على الأرجح لن تتكرر مجدداً مع شخص آخر. وهو لا يُشعرك بالإحراج بتاتاً. بما أنكما خضتما كل شيء معاً، يعرف صديق الطفولة الطريقة المناسبة لتخطي شعورك بالإحراج.

الجميع يمر بحالات صعبة في الحياة، فنحتاج لشخص يشعرنا بالارتياح والطمأنينة.

ادعموا بعضكم البعض عندما تشتد المشاكل. في بعض الأحيان، تحدث خلافات بين أعز الأصدقاء، ومن الممكن أن بعض الأصدقاء يواجهون مشاكل شخصية تنعكس ردة فعلها على الآخرين. على الرغم من أن هذا الموقف ليس ممتعاً، يجب الوقوف جنب أصدقائنا لأن هذه الحالات هي التي تظهر فيها الصداقات الحقيقية. اظهروا دعمكم لأصدقائكم وأخبروهم أنكم ستظلون الى  جانبهم وستساعدوهم على الخروج من المحنة التي هم فيها. إضافة إلى ذلك، أعرضوا على أصدقائكم أن تصغوا لمشاكلهم. إن كانت مشاكل شخصية أو عائلية متكررة، أعلموا أصدقاءكم أنكم موجدين دائماً لمساعدتهم في حل مشاكلهم.

حاولوا أن تجدوا بعض الحلول لمشاكل أصدقائكم. إذا كان صديقك يمر بفترة صعبة، إفعلوا ما يلزم لمساعدته! اقضوا الوقت معه حتى لا يشعر بأنه وحده. يمكنكم الخروج لتناول الطعام، مشاهدة فيلم، أو حتى مجرد الذهاب في نزهة معه. لا تنسوا أن تسألوا عنه كل فترة وجيزة لكي تطمئنوا عنه وتكونوا سنداً له. دعوا صديقك يبكي على كتفكم. مجرد السماح له بالبكاء ومشاركة مشاكله بشكل حر سيجعله يشعر بالراحة. إذا كان صديقكم مريض، اجلبوا له الحساء، كتاب جيد، أو أفلام ممتعة لكي يشاهدها وهو مستلقي في السرير.

إن بدأ خلاف بينكم وبين صديقكم، لا تنتقدوه وتصيحوا في وجهه. بدلاً من ذلك، تحدثوا عن مشاكلكم بهدوء واستمعوا لكلا الجانبين من القصة. من المهم جداً أن لا ترفعوا صوتكم وتقتحموا الغرفة خلال الشجار. لا تشكوا صديقكم لأشخاص آخرين، لأنه سيبدو و كأنكم أشخاص غدّارين يتكلمون عن أصدقائهم وراء ظهرهم.

استخدموا عبارات تبدأ بكلمة “أنا” عندما تتحدثون إلى صديقكم. على سبيل المثال، يمكنكم القول، “أنا أشعر بالوحدة عندما تدعو جميع أصدقائنا لتناول العشاء ولكن لا تدعوني.” كلمة “أنا” تبدي مشاعركم بدلاً من إلقاء اللوم على صديقكم.

وأخيراً، إعتذروا إذا كنتم قد فعلتم شيئاً خاطئاً. إذا جرحتم مشاعر صديقكم، تحمّلوا مسؤولية ذلك، وقولوا له أنكم آسفين لما فعلتم!